يشتمل على إرجاعات ببليوجرافية.

أوراق البردي إحدى هبات مصر الفريدة للحضارة الإنسانية، وصناعة أوراق البردي عبقرية انفرد بها الإنسان المصري. وقد رافقت أوراق البردي مسيرة الشعب المصري على مر التاريخ لفترة طويلة من الزمن، تمتد من الألف الثالثة قبل الميلاد وحتى القرن الثاني عشر بعد الميلاد. ووثائق البردي هي تراث مصري أصيل، كما تعتبر سجلًا للتاريخ والحضارة المصرية. وذكر المؤرخ الروماني بليني (Pliny) من القرن الأول الميلادي أن معرفته بالحضارة والتاريخ الإنساني تعتمد على أوراق البردي. فتراث البردي يختلف عن غيره من الآثار في كونه يحتوي على نبض الحياة: علم الإنسان وفكره، عاطفته وأحاسيسه، دينه وثقافته. فوثيقة البردي تسجل فكر وإبداع السابقين بأقلامهم وأفواههم، فهي شاهد عيان على الزمان والمكان. فأينما وجدت البرديات وجد التاريخ الصحيح. وتعد وثائق البردي ثروة قومية تزخر بها العديد من المكتبات والمتاحف، وتحتاج تلك البرديات لمجهودات هائلة في العلاج والصيانة، وهنا يبرز دور القائمين على العلاج والصيانة تجاه هذا التراث الحضاري وإنقاذه قبل ضياعه -- مقدمة من الناشر.